السبت، 24 ديسمبر 2016

الفن وإعادة رسم الحياة، في (حكايات يوسف تادرس)

-"فميلي إلى رفع الأحداث العادية إلى مرتبة النموذج، أحد أمراضي التي لم أشف منها أبدًا".
وردت هذه العبارة على لسان البطل (يوسف تادرس)، وربما لا أجد أفضل منها للتعبير عن الرواية، فهذا بالضبط ما يغلب على العمل.
يوجد لدينا:
"حالم.. يمتلك تصورات مرهفة الحس تجاه الفن والحياة، اختار أن يصبها في قالب روائي".
حسن.. أعترف أن هذه الاتجاه الأدبي لا يثير حماستي، لكنها -في نفس الوقت،- لا تثير مللى، فأكمل المرور على الصفحات بمشاعر محايدة، طالما لا يتوقف الأمر على التأمل البحت، هناك توجد تفاصيل وأحداث تتحرك.. وهذا كافٍ كحد أدنى دائمًا.
بدأت الأحداث في التصاعد-من حين لآخر- عند الدخول في أحداث غير عادية، تصلح لأن تكون نماذج بحق، على غرار: الاختلافات العائلية، جماعة "عنخ"، الكلية، الإنسحاب من هويته وهوايته المتمثلة في "الرسم"، محطات علاقاته النسائية، تسرب"جانيت" إلى حياته، ثم مشوار التوتر بينهما فيما بعد، بالإضافة إلى قبلة الحياة التي يمنحها ظهور (رضا بولس) في حياته، وأخيرًا، تصفية الحسابات عن طريق الرسم.
من المعتاد في الأعمال التأملية أن تقوم على إغراق في الفلسفة والسيريالية، إلا أن هذا العمل اجتهد في تهجين الاثنين بشكل يستحق التحية، يوجد تفكيك وإعادة نظر فنية لكل الموجودات، من نوعية تروق للنقاد ولجان تحكيم الجوائز، وفي نفس الوقت، لدينا سيرة ذاتية تخيلية لبطل من لحم ودم.. يشاركنا هذه تفاصيلنا الحية التي نعيشها كل يوم.. مما يشجع القراء المحبين للأعمال الخفيفة أمثالي.. على عدم إغلاق العمل بعد أول عشرين صفحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"